الخميس، 6 سبتمبر 2018

وتغيرت منك الطباع

وتَغَيّْرَتْ منْكَ الطِّباعُ ولمْ تَعُدْ
تَحْنو عليَّ وبي تُحِسُّ وتَشْعُرُ

أنْكَرْتَ ما بيْني وبيْنَكَ في الهَوى
أوَمِثْلُ ما بيْني وبيْنَكَ يُنْكَرُ

وتَرَكْتَني لِلرِّيحِ يَجْري زَوْرقي
وفْقاً لِما تَهْوى وكَيْفَ تُدَبِّرُ

كيفَ النَّجاةُ لهُ وبَحْرُكَ هائجٌ
ويَكادُ مِن أمْواجِهِ يَتَكَسَّر

وترَكْتَني مِن غيْرِ وعدٍ باللقاءِ
بهِ أعَزِّي مُهْجَتي وأصَبّرُ

فغَدَوْتُ بعْدَكَ لا الأماني تَنْثَني
طرَباً ولا زَهْرُ الرَّجاءِ يُنَوِّرُ

وكأنَّ رُوحي كالدَّياجي مُظْلِمٌ
وكأنَّ قلبي كالصَّحارى مُقْفِرُ

وإذا سَلا أهْلُ المَصائبِ حُزْنَهمْ
وَطوى الزَّمانُ مِن الأذَى ما يَنْشُرُ

فعليْكَ سوْفَ يَظلُّ حُزْني كُلّما
مَرَّ الزَّمانُ بهِ يَزيدُ ويَكْبُرُ

يا كُلَّ نائبَةٍ بنا عُوجي فقَدْ
وقَعَ الذي كُنَّا نَخافُ ونَحْذَرُ

لوْ كانَ يَسْمَعُني الزَّمانُ صَرَخْتُ في
آذانِهِ لكنَّهُ مُتَحَجِّرُ

ولقُلتُ حَسْبكَ يا زمَانُ فقَدْ بَدا
ما كنتَ تُخْفيهِ لَديْكَ وتَسْتُرُ

فوَراءَ ما تُبْدي مِن الإحْكامِ
عَشْوائِيّةٌ تبْدو وفوْضى تَظْهَرُ

تجْري بنا جَهْمَ المُحيّّا حيْثُ لا
أمَلٌ يُشِعُّ ولا أمانيْ تُزْهِرُ

وإذا نَظرْتَ لهُ بمُقْلةِ عاقِلٍ
سَتَرى بهِ عبَثاً عليْهِ يُسَيْطِرُ

ولسوْفَ تُبْصِرُ كُلَّ شَيءٍ تافهٍ
لوْ بانَ منْهُ لِمُقْلتيْكَ المُضْمَرُ

كمْ جوْهرٍ ستَراهُ لوْ مَحَّصْتَهُ
عَرَضاً إذاما لاحَ منْهُ الجَوْهَرُ

وكبيرِ أمْرٍ في عُيونِكَ أمْرُهُ
سيَهونُ لوْ بَرِحَ الخَفاءُ ويَصْغُرُ

ولرُحْتَ تسْتَدْني الهَلاكَ وإنَّهُ
قدَرٌ على كُلِّ الوُجودِ مُقَدَّرُ

أينَ المَفرُّ وهلْ تَفِرُّ ضَحيَّةٌ
مِن مُدْيَةِ الجَزَّارِ لمَّا تَنْحَرُ

فاصْرِفْ هُمومَكَ بالعُقارِ فإنَّها
تجْلو الهُمومَ عن الفُؤادِ وتَنْثُرُ

وانْظُرْ إلى الدُّنيا بمُقْلةِ ساخرٍ
مِن عيشَةٍ مِن كُلِّ حَيٍّ تَسْخَرُ

نَطْوي القِفارَ إلى القِفارِ وكُلّما
قُلنا نجَوْنا خَطوُنا يَتَعَثَّرُ

فمَتى الوُصولُ لِغايَةٍ لا غايَةٌ
منْها إذا اقْتَرَبَتْ تَفِرُّ وتَنْفِرُ

ونَظلُّ نجْري خَلفَ وهْمٍ كاذِبٍ
ونَظلُّ دُونَ نوَالِه نَتَحَسَّرُ

فعَلى شَفيرِ الوَهْمِ شَيَّدْنا المُنى
وجَميعُ ما نَبْنيهِ سَوْفَ يُدَمَّرُ

ويَلفّهُ ويَلفُّنا عَدَمٌ بنا
ظَفِرَتْ يَداهُ ومَا بِشَيءٍ نَظْفرُ
ريم الباشا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق