السبت، 29 سبتمبر 2018

مقعد و ذكريات

(  مقعدُُ وذكريات  )

عَبَرَ بالقُربِ من  رَوضِهِ  ... وكانَ  مُنذُ مُدٌَةٍ قَد أهمَلَ

مِقعَدُُ  تَحتَ  الظِلالِ طالَما  كانَ لِروحِهِ  مَوئِلا

يا لِقاءاً  بِها  لَم  يَزَل  مُؤجٌَلا

كَم تَعَلٌَلَت  بِهِ السَراب   ...  بِئساً لَهُ  التَعَلٌُلَ

قالَ الفَتى  ... وضَجٌَ  في نَفسِهِ  التَساؤُلَ

إنٌِي أراكَ  صامِتاً يا مِقعَداً ...

هَل صِرتَ مِن بَعدِنا مُهملا ؟

هَيٌا تَكَلٌَم أما تَشوقكَ  لَمسَةُُ ؟ هَمسَةُُ ؟ ... تَدَلٌُلا ؟

ضَمٌَةُ  ... ورَعشَةُُ  في الشِفاه  ...  تَتلو رِعاشَها القُبَلَ

لِما أراكَ صامِتاً ؟  ...  هَل أصبَحَ خَطبُكَ جَلَلا ؟

أم تُراهُ الخَريف يوحي لَكَ  من صُفرَةٍ مَلَلا ؟

فَشَلٌَ مِنكَ اللِسانَ  بَردُهُ  ... و يَغمِرُ جِسمَكَ في لَيلِهِ بَلَلا

وَيحَاً لَهُ  خَريفَنا  ...  ألا يُجيبُ  لَنا  التَساؤلَ ؟

تَساقَطَت أوراقَهُ  .. هَل  يَسقُطُ من وِحشَةٍ  أمَلا ؟

جاوَبَت لِلمِقعَدِ أخشابهُ  ... ألفُ  ألفُ لا  ولا

قالَ الفَتى : نَطَقتَ آخِراً ... يا شاهِدا قَد  كُبٌِلَ

هَيٌا تَحَرٌَر  من القُيودِ  ... ولا تَكُن  يا مِقعَداً غافِلا

فَرَوى المِقعَدُ  زَفَراتِ الهَوى  ... وإستَرسَلَ

فَبَكى الفَتى وقَد  تَزاحَمَت

في ذِهنِهِ  الرَعَشات تَرادَفَت جُمَلا

هَل يَعودُ الوِصال  ؟  ...  يالَيتَهُ في  لَحظَةٍ أقبَلَ

تَجَسٌَدَ  لِلفَتى طَيفها أمامَهُ ... فَهَلٌَلَ

يَهتُفُ  ...  مَرحى لَهُ  خَريفُنا  ... لِحِزنِنا قَد بَدٌَلَ

بقلمي

المحامي  عبد الكريم الصوفي

اللاذقية     .....     سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق