السبت، 3 نوفمبر 2018

هذيان في طريقي للعمل

في طريقي الى عملي الذي يبعد 70 كيلومتر عن مكان اقامتي وفي جو خريفي بديع أخذت أهذي فكتبت هذه الشذرات بعنوان.
(هذيان في طريقي الى العمل)

في سماءي مزن تمشي على استحياء بتثاقل ..
كأنها تشيع شهداء أرض الاسراء..
في موكب مهيب..
حيث سئمت هذا الزمن الجديب ..
رياح الخريف الباردة في الصباح ..
تداعب تجعدات وخرائط متاهات جسدي..
تخطيت رياح الصبا والربيع ..
لمس الخريف قلبي
المتراكم بين جنباته كثبان العمر المديد..
لم يزل فيه بقايا من عشق مكنون..
في الماضي سكنه الربيع واستظل في اركانه جموع المحبين..
وحب عابق يشع يبحث عن ميلاده..
وفي مقلتيه دمعة تفتش عن ذكرياته..
وتبكي جوارحي كلما اشتد في مفاصلي نوبات الأنين..
ووجع الخريف وظلم الظالمين..
وفساد الطغاة والفاسدين ..
ذكرياتي كادت تغمرها ستائر النسيان..
وخرف السنين..
سأستفزها لتلملم بقايا جسدي وما تبقى من حنين ..
قد تذبل أيامي وتفقد رونقها ..
لكن روحي لم تبلغ سن الرشد في العشرين ..
ولم تتساقط أحلامي كورق الشجر من حولي..
وإن أخذ موسم الجدب مداه..
مهما كان مكابرآ..
بعض أوراقه تبقى ملتصقة بحبل متين ..
الأمل دواء..
القلق عناء..
فاضت الأشواق مني وتقتلني..
وتاهت الأفراح عني..
بين بكاء وسهد وحنين..
قلبي لا ينبض دمآ ، بل شوقآ..
لأمي وفلذة كبدي والأحفاد الميامين..
الراحة لا تختفي بين أوراق المال..
ولا أوراق الشجر..
ولا تتساقط مع حبات المطر..
تنبع من القلب..
الراحة في الايمان..
فيه تطمئن القلوب..
يامهجتي ونبت فؤادي..
لا بأس أن تحلمي ..
بحلم خصيب..
وفي غمرة المشيب..
من يغادر لن يعود ويسلك درب الفناء..
فلنجهز قصائد الأحزان ..
ومراسم العزاء..
بكل شموخ واباء ..

مع أجمل المنى لكل من هو في خريف العمر أو على عتباته !!!!
تمير ..أم رجوم 29/10/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق